١١ يونيو ٢٠٠٦

ايه ذنبي ايه

السيدة المحترمة حكومة مصر
سلام الله عليك وعلى مصر احب ارض واحلى مكان
امّا بعد
كل عودة لي الى ارض مصر يجب عليّ ان اذوق خلالها عذاب ومهانة انتظار طويل في مطار القاهرة بعد ان يسلبني رجل امن جواز سفري وجوازات سفر اسرتي
وفي جواز سفري الايطالي مكتوب ان محل ميلادي القاهرة ومن قبل كان محل مولدي القاهرة حين كان جواز سفري وثيقة مصرية صادرة من الحكومة المصرية للاجئين الفلسطينين. وفي جواز سفري تأشيرة دخول من السفارة المصرية في روما. لم يشفع لي لا محل مولدي ولا الوثيقة المصرية في الماضي كما لا يشفع لي اليوم جواز سفري الايطالي وتأشيرة الدخول.

في رأي رجال امن ميناء القاهرة الدولي، انني انا  وابني المولود هو الاَخر في القاهرة، مشتبه فينا على حين ان زوجتي وبناتي اللائي ولِدْن في ايطاليا غير مشتبه فيهن ويمكنهن المرور فورا،  ويجب ان انتظر انا وابني بضع ساعات حتى ينتهي التحقق مما لا علم لنا به. وللعلم فان ابني ولد في القاهرة وتركها وعمره بضعة اشهر ليعود اليها وعمره اربعة عشر. وهكذا الحال في كل زيارة نقوم فيها الى مصر. وفي العشرين سنة الماضية عدت الى "بلدي" الذي لااعرف بلداً غيره مرتين اقسمت بعد الاخيرة الا اعود اليه ابدا.

تملأ المرارة حلقي وانا احاول ان اشرح لابنائي، الذين لا علم لهم بحال العربي في ارضه، ولا اجد تفسيرا. تنظر اليّ ابنتي الصغبرة تستفسر عن ذنبٍ خفي جنيته.

نستكين على مقعد والغضب يملأ قلوبنا في انتظار جلالة الباشا العسكري ليعود ويسمح لنا بدخول مصر. ونرى مئات الاجانب من الانجليز والاسرائيليين وكثيرين ممن اذاقوا مصر سمّاً يدخلون مستبشرين ضاحكين مع تحيات وبركات رجال امن الميناء.

ايه ذنبي ايه
ماتقوللي عليه
مخاصمني ليه
لمّا انت حبيبي
الروح وياك
والقلب فداك
ولإمتى جفاك
لمّا انت حبيبي؟